Senin, 25 Februari 2013

الــــــــرحلة في طلب العلم


(النّص السابع)
خرج موسى والخضر، عليهما السلام، من السفينة وبينما هما يمشيان على الساحل إِذ أبصر الخضر غلاماً يلعب مع الغلمان، فتقدَّم إليه وصرعه على الأرض ثم أخذ رأسه فاقتلعه بيده فقتله، فصرخ موسى: "أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُّكْراً"، أتقتل نفساً صغيرة لم تعمل إثماً قط بغير مستندٍ لقتلها، إن هذا الأمر منكر ظاهر النكارة، فما كان من الخضر عليه السلام، إلا أن أعاد عليه الشرط الذي بينهما "قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِي صَبْراً" فأتى بالجار والمجرور تأكيداً على التذكار بالشرط الأول، فاستحى موسى عليه السلام، مرة ثانية وقال في هذه المرة: "إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّي عُذْراً "، أي إن اعترضت عليك بشيء بعد هذه المرة فلا تصاحبني بعدها، لأنك قد أعذرت إليَّ مرة بعد مرة، وهذه الثانية.
وتبدأ القضية الثالثة وفيها يقول الحق تبارك وتعالى : "فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَن يُضَيِّفُوهُمَا" مرَّ موسى والخضر على قرية بخيلة لا تطعم ضيفاً ولا تسقي ظمآناً، ولا ترحب بوافدٍ، ومن شدة بخل هذه القرية أن طلب موسى والخضر الطعام فأبوا وهذا من أعظم اللؤم وأشد درجات البخل:

(النّص الثامن)
امتنعت بيوت هذه القرية أن تضيف هذين الرجلين الصالحين: "فَوَجَدَا فِيهَا جِدَاراً يُرِيدُ أَنْ يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ" نزلا في مكان، في سكة من السكك، فوجدا جداراً مائلاً يكاد أن يسقط، فرده الخضر إلى حاله من الاستقامة، فعند ذلك قال له موسى عليه السلام: "لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً " إن هذه القرية أبت أن تضيفنا، فلا هم أطعمونا ولا سقونا ولا آوونا، ثم تأتي أنت فتبني جدارها مجاناً بدون أجر أما الذين أركبونا في سفينتهم بلا عطية ولا أجر فكان جزاؤهم أن عمدت إلى تخريب سفينتهم، فقال له الخضر: "هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ" لأنك شرطت عند قتل الغلام أنك إن سألتني عن شيء بعدها فلا تصاحبني فهذا فراق بيني وبينك: "سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْراً " سوف أخبرك بتفسير ما أنكرته عليَّ من أمور لتعلم أن هناك حكماً باطنة لا تعلمها أنت، قد أطلعني الله  عزَّ وجلَّ عليها

(النّص التاسع)
وقبل أن نستمع إلى الخضر وهو يشرح لموسى عليه السلام ما أشكل عليه من أمور وتصرفات، يحسن بنا أن نعيش بعض الدروس المستفادة من هذه القصة:
 الدرس الأول: موسى عليه السلام، على جلالته وعلو قدره يترك موطنه وقومه، ويذهب في رحلة طويلة لتعلم العلم النافع على الخضر، مع أن موسى عليه السلام، أفضل من الخضر بلا شك.
الدرس الثاني: العلم هو قال الله تعالىوقال رسول الله صلى الله عليه وسلموأي مصنَّف يخلو من كلام الله عزَّ وجلَّ وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم فضرره أكثر من نفعه، لأنه يفتقد إلى نور الكتاب والسنة.
 الدرس الثالث: ما موقفنا نحن كأمة رائدة مكلفة بقيادة البشرية نحو معالم التوحيد والإيمان، فالكتب قد طبعت في أفخر الطبعات، والأحاديث حققت، وصنعت الفهارس العلمية التي وفرت على الباحث زماناً طويلاً، كان يستغرقه في البحث عن مسألة أو حديث، فليس لدينا عذر في عدم الإقبال على العلم الشرعي، وسوف يسألنا الله تبارك وتعالىعن تضييع زماننا وأوقاتنا في غير طلب العلم والرحلة في سبيله.

Tidak ada komentar:

Posting Komentar