Senin, 25 Februari 2013

الــــــــرحلة في طلب العلم


(النّص الخامس)
وَوَصَفَ اللهُ عزَّ وجلَّ الخَضِرَ بِأَنَّهُ آتَاهُ الرَّحْمَةَ وَعَلَّمَهُ الْعِلْمَ، وَهَذِهِ هي الغَايَةُ الَّتِي لاَيُدْرِكُهَا إلاَّ الْقَلِيْلُ، فَعِلْمٌ بلا رحمةٍ قَسْوَةٌ وَجبرُوْتٌ، ورحمةٌ بِلاَ عِلْمٍ جَهْلٌ وتَرَدِّدٌ، فجمع اللهُ للخضر الاثنين؛ الرَّحمةُ والْعِلْمُ، ليكونَ قدوةً لِمُوْسَى عليه السّلام، قال له موسى: "هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً ؟"، سُؤَالٌ تَلَطُّفٌ لاَ عَلَى وَجْهِ الْإِلْزاَمِ، وهذا مِنْ حُسْنِ أَدَبِهِ، عليه السلام، حيث أَنْزَلَ نَفْسُهُ مَنْزِلَةَ التِّلْمِيْذِ الَّذِيْ يُرِيْدُ أَنْ يَتَعَلَّمَ مِنْ أُسْتَاذِهِ، فقالَ الخَضِرُ: "إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً " مَعَ أنَّهُ يَعْرِف ُقُوَةُ مُوْسَى عليه السّلام، وشِدَّةَ عَزِيْمَتِهِ في طَلَبِهِ الْعِلْمِ، ثُمَّ قال لَهُ: "وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً " فأناَ أعْرِفُ أنَّكَ سَوْفَ تُنْكِرُ عَليَّ مَا أَنْتَ مَعْذُوْرٌ فِيْهِ، لأنَّكَ لَمْ تَطْلِعْ عَلَى حِكْمَتِهِ ومَصْلَحَتِهِ الْبَاطِنِةِ الَّتي اطَّلَعَتُ عَلَيْها أنَا دُونَك، فَرَدَّ مُوسى عليه السَّلام: " قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ صَابِراً   وَلاَ   أَعْصِي لَكَ أَمْراً " سَوْفَ أَصْبِرُ عَلَى ما أَرَى مِنْكَ مِنْ أُمُوْرٍ وَلَنْ أُخَالِفَكَ فِي شَيْءٍ أَبَداً فعند ذلك شَارَطَهُ الخَضِرُ عليه السلام: " قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَن شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً " ، إَيَّاكَ أَنْ تَسْأَلَنِيْ عَنْ شَيْءٍ قَبْلَ أَنْ أَبْدَأَكَ أَنَا بِهِ، فَاتَّفَقَا عَلَى ذلك، وانْطَلَقَا يَمْشِيَانِ عَلَى سَاحلِ الْبَحْرِ حَتَّى بَلَغَا مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ، وَمَرَّ عُصْفُوْرٌ فَنَزَلَ حَتّى شَرِبَ مِنَ الْمَاءِ، ثُم انْطَلَقَ فَقَالَ الخَضِرُ لموسَى عليهما السلام: كمْ تَرَى هَذَا الْعُصْفُوْرُ نَقَصَ مِنْ هَذَا الْمَاءِ؟ فأجَابَ مُوْسَى: ماَ أَقَلَّ مَا نَقَصَ!! فقال الْخَضِرُ: يَا مُوْسَى فإِنَّ عِلْمِيْ وَعِلْمَكَ فِي عِلْمِ اللهِ كَقَدْرِ مَا نَقَصَ هَذَا الْعُصْفُوْرُ مِنْ هَذَا الْمَاءِ.

(النّص السادس)
وبَيْنَمَاهُمَا يَمْشِيَانِ عَلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ، إذ مرت سفينة فكلموهم أن يحملوهم، فعرفوا الخضر بنوره ووقاره فحملوهم بغير أجرٍ، فركبوا في السفينة، فكان أول ما فعل الخضر أن بدأ يقلع في ألواح السفينة مما يعرضها للغرق، فاندهش موسى عليه السلام، وقال منكراً عليه: " أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا ؟ "  مع أنهم حملونا بغير نول "لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً ؟" ، شيئاً عجباً، فاعترض موسى عليه السلام؛ لأنه ما كان ليسكت على هذا الأمر المخالف لشريعته، ولكن الخضر عليه السلام ذكره بالشرط الذي بينهما: " أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً " لأن ما فعلته من الأمور التي اشترطت عليك ألا تنكر عليَّ فيها، وهو أيضاً من الأمور التي تحتوي على مصلحة لم تعلمها أنت ولم تحط بها خبراً. فقال موسى مستحياً "لاَ تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ   وَلاَ   تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْراً " أي لا تُضيّقْ عليَّ ولا تشدد عليَّ وقد ورد أن هذه المرة كانت من موسى عليه السلام، نسياناً.

Tidak ada komentar:

Posting Komentar