(النص الأوّل)
يقصّ الله علينا قصّة موسى عليه السّلام و هو يرتحل في
البحر ليلقى الخضر عليه السّلام، فيتعلّم منه علما، ماكان له أن يعلمه لولا أن وفّقه
الله لسلوك السّبيل الصّحيح الموصل إلى هذا العلم، فلسان حال هذه القصّة يقول:
هكذا فليكن طلب العلم .رحلة طويلة، عناء و مشقّة، بحث متواصل، نفس طويل و عزيمة
قويّة، بصر حادّ و رؤية فاحصة.و إذا كان موسى عليْه السّلام عَلى سموّ قدره و رفعة
مكانته يحرص على طلب العلم، فما بالنا نحن الضّعفاء المحاويج الجهلة نفرط في طلب
العلم و لا نسْلك السّبل الموصلة إليه.
(النص الثاني)
يشير الإمام البخاري في الصّحيح إلى هذه القصّة و إلى
هذه الرّحلة فيقول: باب ما ذكر في ذهاب موسى في البحر إلى الخضر عليهما السّلام، ثمّيشير الإمام البخاري رحمه اللهإلى هذه القصّة و إلى
سببها فروي عن ابن عبّاس رضي الله عنهما أنّه تمارى هو و الحرّ بن قيس بن حصن
الفزاريّ في صاحب موسى فقال ابن عبّاس: هو خضر، فمرّ بهما أبيّ بن كعب فدعاه ابن
عبّاس فقال: إنّي تماريت أنا و صاحبي هذا في صاحب موسى الّذي سَأل موسى السّبيل
إلى لقيّه هل سمعت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّميذكرشأنه؟ قال: نعم سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول: "بينما موسى في ملأ من بني إسرائيل جاءه رجل فقال:
هل تعلم أحدا أعلم منك؟ قال موسى: لا، فأوحى الله إلى موسى: بلى عبدنا خضر، فسأل
موسى السّبيل إليه، فجعل الله له الحوت آية و قيل له: إذا فقدت الحوت فارجع فإنّك
ستلقاه". إلى أن لقيه و كان من أمره ما كان.
(النّص الثالث)
قصّة عجيبة يتجلّى فيها شرف الرّحلة في طلب العلم، وفضل
العلم الّذي يضحّى في سبيله بكلّ نفيس و غال.و لقد عرف السّلف الصّالح هذا الفضل
فسهروا اللّيالي الطّويلة و أنفقوا الأعمار النّفيسة، لأنّ العلمبعد الهداية شرف
ما بعده شرف، و عبادة من أجلّ العبادات.رحل الصّحابي الجليل جابر بن عبد الله
مسيرة شهر إلى مصر إلى مدينة العريش ليكتسب حديثا واحدا من عبد الله بن أنيسرضي
الله عنه. و رحل الإمام أحمد شهرين كاملين من بغداددار السّلامإلى
صنعاء اليمن ليأخذ عشرة أحاديث.قال سعيد بن المسيّب: والله الّذي لا إله إلّا هو
إنّي كنت أرحل الأيّام الطّوال لحديث واحد.
فيا أيّتها الأمّة الواعية... و يا أيّها الشّباب الرّائد...
هكذا يطلب العلم، و هذا طريق طلبه الصّحيح.
gak faham artinya mas..??
BalasHapus